مصر.. تفجير قرب مبنى للمخابرات بأنشاص يوقع 4 جرحى

ناجح إبراهيم يؤكد وجود تحالف استراتيجي بين جماعة الإخوان و"القاعدة"

القاهرة – فرانس برس، مصطفى سليمان
قال التلفزيون الرسمي المصري إن انفجاراً وقع قبيل ظهر اليوم الأحد بالقرب من مبنى للمخابرات في منطقة أنشاص في محافظة الشرقية بدلتا النيل، وهو ثالث تفجير يقع في مصر خلال أقل من أسبوع. وأوضح مصدر طبي أن الانفجار أسفر عن سقوط أربعة جرحى.
وقالت وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية إن "عبوة ناسفة تم زرعها بجوار مكتب المخابرات الحربية في أنشاص بمحافظة الشرقية انفجرت".
ونقلت الوكالة عن مصدر عسكري أن "العبوة انفجرت عند السور الخلفي للمكتب ما أدى إلى تدمير جزئي لهذا السور". وبحسب المصدر نفسه فإن المصابين الأربعة "من أفراد تأمين المكتب".
وكان تفجير بسيارة مفخخة استهدف فجر الثلاثاء الماضي مقر مديرية أمن محافظة الدقهلية في مدينة المنصورة موقعا 15 قتيلاً، معظمهم من رجال الشرطة. كما انفجرت عبوة يدوية الصنع بالقرب من حافلة نقل عام في القاهرة، الخميس الماضي، ما أسفر عن وقوع خمسة جرحى.

مصر في حرب حقيقية

وبالنظر إلى المعطيات سالفة البيان، يصف اللواء منصور الشناوي، مساعد وزير الداخلية السابق، الموقف لـ"العربية نت" بأن "مصرالآن وجيشها وشرطتها في حرب منذ 30 يونيو 2013 مع الإرهاب، وهذه الحرب ستستمر لفترة ليست بالقصيرة، وكلما اقتربنا من أي استحقاق في خارطة الطريق فستستمر هذه العمليات لترويع المواطنين المصريين، فهي رسالة تخويف لللمصريين لإثنائهم عن الذهاب لصناديق الاقتراع على الاستفتاء الدستوري".
وبرؤيته الأمنية عن طبيعة منفذي هذه العمليات يقول اللواء منصور الشناوي: "لاشك أن تنفيذ مثل هذه العمليات تقف وراءه تنظيمات على درجة من الحرفية العالية وتتشابك مع أجهزة مخابرات دولية تدرس نقاط الضعف والقوة وتنتقي المنشآت".
ويضيف: "نحن أيضاً أمام تطور نوعي للإرهاب في مصر يختلف عن إرهاب التسعينات الذي تعرضت له مصر، فالجديد أننا أمام جيل جديد يتكون من عناصر مصرية تكفيرية ممن هربوا من السجون أو تم العفو عنهم بقرار من الرئيس المعزول وغير مصريين دخلوا إلى سيناء، حيث كانت سيناء بعد عام 2011 حتى سقوط نظام الإخوان خارج السيطرة الأمنية، دخلوا عبر أنفاق غزة في العام الأول من ثورة يناير 2011، ومع تضييق الخناق عليهم بعد 30 يونيو 2013 بدأت تلك التنظيمات تنفذ عمليات داخل دلتا مصر لسهولة التسلل إليها عبر سيناء".
وتابع اللواء الشناوي قائلاً: "بعض هذه الجماعات تمركزت في سيناء وبعضها في دلتا مصر ومراكز وقرى في محافظة الجيزة، والشرطة تواجه هذه الجماعات وتبذل قصارى جهدها، ومن تصل إليهم يدلي بمعلومات عن آخرين، لذلك لاحظنا في الفترة الأخيرة انتشار ظاهرة الحزام الناسف الذي ترتديه لتفجير نفسها إذا ما تم القبض عليها".

خطورة السيارات المفخخة

وبدوره يؤكد الدكتور ناجح ابراهيم، القيادي السابق في الجماعة الإسلامية، لـ"العربية نت" أن "الخطورة التي تواجه الأجهزة الأمنية في الوقت الحالي هو السيارات المفخخة لأن تكوينها وإعدادها سهل ولا تحتاج إلى عدد بشري كبير لينفذ أي عملية من خلالها".
وأضاف أن "الجماعات التكفيرية يمكن أن تجهز مثلاً 10 سيارات مفخخة وتذهب بهم إلى 10 منشآت في يوم واحد، وهذا بالطبع ما لا تستطيع أي أجهزة أمنية في أي بلد في العالم أن تتجاوزه".
وعن بصمات تنظيم القاعدة في تلك العمليات يقول د. إبراهيم إنها "بصمات واضحة، والإخوان عقدوا تحالفاً استراتيجياً مع القاعدة منذ تولي الرئيس السابق محمد مرسي الرئاسة، وكان الوسيط بين الرئاسة والقاعدة هو محمد الظواهري شقيق أيمن الظواهري زعيم تنظيم القاعدة"، وذلك على حد زعمه.
وأكد أن "هذا التحالف كان قائماً على فتح سيناء على مصراعيها للتكفيريين والجهاديين وتمويلهم وتوفير معسكرات تدريب لهم لاستخدامهم في أوقات معينة".
وغداة تفجير المنصورة أعلنت الحكومة المصرية، الأربعاء الماضي، جماعة الإخوان المسلمين "تنظيماً إرهابياً".

شارك الموضوع

مواضيع ذات صلة